[center]
كَانَت تَجلِسُ فَوقَ كَنَبةٍ بلونٍ أحمَر ..
فقد تعَوَّدَت عَلى اللونِ الأحمَر الذِي يليقُ بأجواءِ الليالِي التِي تقضيها بصُحبتِهِم !
كنبةٌ أصبَحَت مُهترئةً وَ شبهَ سَوداء لكثرةٍ مَن توالى عَليهَا
كَانَت تجلسُ عليهَا مُرتدِيةً " رُوب " أسوَد يُظهِرُ كتفيها وَ صدرها
يمتدُّ حَتى فوقَ ركبتيها بقليل ، يُطبقُ على وَسَطِها وَ يرتخِي مِن الأسفل
كَانَت تظهرُ فِيهِ فاتِنَة ؛ فَهِي شابةٌ فِي السادِسَة وَ العشرينَ مِن العُمر
ذاتُ عَينينِ بلونِ السنبل وَ قد تساقطَ عليه بعضُ الندَى ..
لها أنفٌ صغير حتَّى يُخيَّل لكَ أنها كَانت ستُولدُ بدُون أنف !!
وَ فمٌ صَغيرٌ كَأنهُ مَرسُوم ؛ مُكتنزٌ وَ فوقهُ شامَةٌ تسحرُ كلَّ مَن يراها
وَ تدلَّى فوقَ كتفيها شعرٌ بلونِ الليل لا تحتاجُ لتصفيفه ..
كَانَت تُمسِكُ سِيجارَةً تنفثُ مَع دُخانِهَا سنينَ مِن المُعاناة
وَ تنظُرُ مِن النافِذَة كأنها تستجدِي اللهَ أن يمنحَهَا أيَّ شيءٍ يجعلهَا تتراجَعُ عما تفعل
كَانَت تجلسُ بانتِظارِ " مَجدِي " الذِي يُحضِرُ لها الزبائِن كُلَّ ليلة
وَ كَانَت تُفكِّرُ فقط لماذا تأخَّرَ عَن مَوعِدِه ..
لم تكُن تُفكِّرُ فِي شكلِ الزبُون أو عمرِه ؛ كَان كُلُّ مَا يَهُمُّهَا كَم سيدفَع !
أتَى " مَجدِي " وَ مَعَهُ الزَّبُون الذِي طلبَ فتاةً ساحِرَة
لا تتجاوزُ الثلاثِين ، جَميلة ، أنيقَة ، لبِـقة ..
وَ كَانَت هِي ذاتَ تلكَ المُواصَفات
دَخَل الزَّبُون وَ قامَت لاستِقبالِه وَ الاتفاقِ مَعَه
وَ حِينمَا رفَعَت رأسهَا إليه .. كَانَت الصَّدمَة
إنهُ أبُوهَا الذِي تركَهَا هِي وَ أمها مُنذُ أكثرَ مِن عِشرِينَ عاماً