الســـــــــــــــلام عليكــــــم ورحمة الله تعـــــالــى وبــركــــــــاته
في هذا الركن سأتطرق إلى بعض جوانب الآداب والفنون الشعبية، وتبقى الأمثال الشعبية من أكثر الأنواع الفولكلورية ارتباطا بالعادات والتقاليد والمعتقدات، فهي من حيث مضمونها تمتد لتشمل كل جوانب الحياة الإنسانية وتعبر عن خبرة الإنسان والجماعة في مواجهة المواقف المتعددة التي يواجهها لكل منها، وهي من حيث شكلها سهلة الحفظ والانتشار سواء كانت بالعربية أو اللهجة العامية.
لا يختلف المثل الأمازيغي عن المثل في الثقافات الأخرى محلية كانت أم عالمية سواء من حيث شكله وبنيته أو من حيث مدلولاته وأبعاده ووظائفه فهو بمثابة صيغة مختزلة للحكاية، أو خلاصة لجوهر القصد فيها إذ أن وراء عبارته الموجزة تكمن تجربة معيشة أو قصة ذات مضمون ومغزى وشخوص وحبكة وأحداث وعبر تتبادر إلى ذهن المتلقي وتحيله على مرجعية ثقافية تتجدر مكوناتها في الذاكرة الجماعية التي ينتمي إليها المثل.
وتزخر الثقافة الأمازيغية بمجموعة من الأمثال الشعبية وهي عبارة عن عصارة تجارب أجدادنا والتي تصور لنا المواقف وتلخص لنا التجارب اليومية وتصف المحيط وتدون حلول المشاكل والقضايا التي تعرض للمجتمع كي تعتبر بها الأجيال المتعاقبة.
في هذا الركن أقدم لكم باقة من هذه الأمثال الأمازيغية مع ترجمة معانيها إلى اللغة العربية ومحاولة إستقراء مضامينها ومغازيها.
يَاتْ تْفُونَاسْتْ أُورَا تَاكَّا أَََغُّو إِيتْقْبِيلْتْ
الترجمة : بقرة واحدة لا تزود القرية باللبن.
الشرح : يُضرب هذا المثل في أن الجهد البشري محمود كما يضرب أيضا في أهمية التضامن والتعاون وهو مقابل للمثل (يد واحدة لا تصفق).
غُكْلِي غُكَنْدِي آتَاوْبَا إِغْمَانْ إِدَّارْ
الترجمة : الحال هو الحال أيتها الأمة السوداء المخضمة قدمها بالحناء.
الشرح : يُضرب هذا المثل في من لم يتغير حاله ولا يتطور ولا يستفيد من تجارب الحياة ولا تصقله نوائبها. ويضرب كذلك في من لا ترجى منه فائدة ومن هو ميؤوس منه.
مُرَا إِيكْرَزْ أُورَا يَشْتَا يْلاَمَّنْ
الترجمة : لوكان يحرث لمَا أكل النخالة.
الشرح : ويُضرب المثل للتدليل على اليأس من شخص ما ومن قدرته على القيام بأي عمل,وكذا لنعت الإنسان بالكسل والخمول والفشل.
إِينَاسْ أُومُوشْ سُّوفْ كَا ْربِّي آيْتمَاغَنْ
الترجمة : قال القط عليك بالإنتفاش فقط فالله هو المدافع.
الشرح : يُضرب في ضرورة التوكل على الله والتشبت والإصرار وعدم الإستسلام حتى أمام عدو أقوى وأشد تنكيلا.