هدية الفجر

كان أحد التجارالأتقياء الأنقياء الملتزمين مسافرا

شاء القدر أن يقضي ليلته بإحدى المدن الكبرى فلم يجد بدا من أن يستأجر غرفة ليبيت هناك...

استفاق الرجل قبيل أذان الفجر ، توضأ وخرج ليصلي بمسجد ذلك الحي ...

دخل المسجد فإذا بالمسجد فارغ إلا من عشر مصلين معدودين على رؤوس الأصابع ...

استغرب الرجل من ذلك الأمر وجعلت تدور بذهنه عشرات الأسئلة حول سبب غياب سكان الحي عن المسجد؟

ولما ينامون عن صلاة الفجر؟

لما أنهى الصلاة ذهب إلى إمام المسجد ليجيبه عن تلك الأسئلة كلها ...

فقال له هو كما ترى قلة قليلة من شباب الحي معروفون بأسمائهم عندنا...

هم فقط من يداومون على صلاة الفجر في وقتها ...

سكنت الشهوة النفوس وأثارة الأفرشة..فلا ناصح ولا منصوح...

دارت برأس التاجر فكرة ...

ويالها من فكرة ....

ما كان منه إلا أن أهدى عشر سيارات جديدة لأولئك الشباب الذين هداهم الباري جل وعلا لصلاة الفجر...

وطبعا هذا الأمر كان لحاجة في نفس يعقوب قضاها...

أتدرون لما؟؟؟؟

لما انتشر خبر ذلك التاجر أصبح المسجد يمتلئ عن آخره بجموع المصلين الطامعين في سيارة جديدة ...

لكن لسوء حظهم فقد غادر التاجر المدينة...

سبحان الله!!!!

لقد علم التاجر الحكيم أولئك المصلين دروسا عدة ...

فهو أهدى عشر سيارات فقط ، فما بالك بعطاء الباري جل وعلا الذي يناديك في كل حين حي على الصلاة حي على الفلاح ...

ليعطيك الأجر الأوفر، والعطاء الأجزل في الدنيا والآخرة...

فقم أخي عن فراشك ، وانهضي أختي من نومك

واستعينا بالله رب العالمين

وإذا سمعتم أذان الفجر يدوي في أفواه الموحدين ،

فانهضوا بنفس شجاعة ،

وكونوا من الذين يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار.

وصدق الشاعر إذ يقول :

إذا أنت لم ترحل بزاد من التقى *** ولاقيت بعد الموت من قد تزودا